سباق بين الديبلوماسية وخطر انفلات التصعيد وإنفجار حرب شاملة!
اتخذت التطورات الميدانية الجارية على الجبهة الجنوبية للبنان مع إسرائيل المزيد من الدلالات المتوهجة الى حدود تراجع الأولوية “العالمية” لحرب غزة أمام خطر اقتراب انفجار حرب شاملة محتملة في لبنان بدت الهاجس الجديد للدول والجهات الخارجية.
وعكست خريطة المواقف الدولية من تدهور الوضع الميداني على الحدود اللبنانية الاسرائيلية في الأيام الثلاثة الماضية قلقاً متعاظماً من احتمال انفجار جبهة حرب ثانية في المنطقة بعد غزة علماً ـن انفجار حرب في لبنان يبدو اشد وطأة من زاوية التحذيرات الأميركية والفرنسية المتكررة من ان حربا كهذه ستكون ممراً الى اشتعال إقليمي واسع. ولذا اتخذ السباق الحار للغاية بين الجهود الديبلوماسية لمنع تفلت التدهور من إمكانات السيطرة والوقائع الميدانية المتصاعدة بشدة بعداً مصيرياً من شأنه ـن يحدد في الأيام القليلة المقبلة مصير الجبهة اللبنانية الإسرائيلية وما إذا كان لا يزال ممكناً إحكام السيطرة عليها قبل فوات الأوان.
وكشف موقع إكسيوس الأميركي أن موفد الرئيس الأميركي الى المنطقة آموس هوكشتاين سيصل الى إسرائيل الاثنين في مهمة لمنع التصعيد على جبهة لبنان بين إسرائيل و”حزب الله” ولم يعرف ما إذا كان سيزور لبنان أيضاً.
وفي تكرار لافت للتحذيرات الأميركية من تفلت الوضع عن السيطرة، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة الاميركية حذّرت إسرائيل من أنّ أي خطوة عسكرية في لبنان قد تخرج عن السيطرة. ولكن معالم تخبط في الموقف الإسرائيلي برزت حيال دعوة الرئيس الفرنسي الأخيرة الى تشكيل لجنة ثلاثية أميركية فرنسية إسرائيلية اذ استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الانضمام إلى مبادرة روج لها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والتي تشكل فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل بموجبها مجموعة اتصال للعمل على نزع فتيل التوتر على حدود إسرائيل مع لبنان. وقال غالانت في بيان “بينما نخوض حربا عادلة دفاعا عن شعبنا، تتبنى فرنسا سياسات معادية لإسرائيل”.وأضاف “إسرائيل لن تكون طرفا في الإطار الثلاثي الذي اقترحته فرنسا”.وكان ماكرون أعلن اول من امس، خلال قمة مجموعة السبع أن فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ستعمل ضمن إطار “ثلاثي” على خارطة طريق فرنسية هدفها احتواء التوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وسرعان ما أعلن مصدر في الخارجية الإسرائيلية ان تصريحات غالانت حول الدور الفرنسي بشأن لبنان “غير صائبة” .وعلق مسؤول فرنسي لموقع كاسيوس “باننا فوجئنا من تصريحات إسرائيلية متضاربة عن مساعينا لوقف التصعيد مع لبنان”.
في غضون ذلك كانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت ان الجيش الإسرائيلي اوصى القيادة السياسية بإنهاء عملية رفح في أقرب وقت ممكن والتقدم بالهجوم على لبنان. وفي موقف لافت اخر اثار استغرابا واسعا لخروجه عن أي أصول ديبلوماسية بادر سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان مجتبى اماني عبر منصة “إكس” الى الكتابة : “هناك إشاعات كاذبة عن استشهاد مسؤولين في حزب الله، وهي غير صحيحة على الإطلاق. والغرض من ذلك هو الحرب النفسية”.
النهار